الجمعة، 10 أكتوبر 2008

تأملات

لست أدري لماذا أرى أن عقل الإنسان بكيفية لا ندركها يتصل في الكون بما لا ندرك .. فيدرك أشياء لا دليل عليها إلا وقوعها بعد حين .. كأن نتذكر شخص بلا سبب فنلقاه بلا موعد .. او يملأنا شعور بالقلق على صديق فاذا به في ضائقة او محنة .. كلنا نمر بمثل هذا الشعور ولا ندري له كنها .. وربما خشينا أن نفصح بما القى في نفوسنا فنوصف بالجنون ...وأرى أن مثل هذا الشعور يتفاوت بين الناس ولست أدري ما هي شروطه أو علاماته .. ولا اذا ما كان له مقدمات فيكون لها كنتيجه أو هو مقدمة لنتيجة سوف تأتي .. أو غير هذا وذاك .. أو أنه شيء من غيب الله لا يعلمه الا من أخفاه ...واعتقد ان تلك الصله تكون من العقل الى غيره مما يتصل به لا عكس ذلك .. ربما تكون في اوقات محددة ينشط فيها العقل ليبحث عما يكون به على صلة .. وربما يكون بحثا مستمرا واتصال دائم بكل شيء ولكنا لا ندرك منه الا ما يلقى في نفوسنا كاضطراب مفاجئ او انقباض بلا مسبب واضح أو خاطر غريب أو فكرة بلا تفكر يسبقها - ولا اقصد هنا مايقال عن وحدة الوجود والموجودات وما الى ذلك أعاذنا الله - .
حدث أن ذهبت لصديق فقابلته تحت بيته ولا ادري لماذا فكرت انه قد نسي جهاز الحاسوب في وضع التشغيل ولم يغلقه ولكني صمت ولم انطق وصعدت معه للبيت فوجدته قد نسيه فعلا وهذا لا يحدث أبدا .
وحدث اني لم اتصل بسيدة في منزلة أمي منذ حوالي خمسة أشهر وجاء العيد وفكرت ان اتصل ولم يحدث في اول يوم وثاني يوم وفي الثالث قمت واتصلت فوجدت الهاتف مشغولا وما وضعت السماعة حتى دق الهاتف ورأيت رقمها الذي أعرفه جيدا وعندما قلت لها هل رأيتي رقمي ولكن كيف وكان مشغولا ولم يدق عندك اصلا فقالت لا واتضح انه بعد هذه الفترة اتصلنا في نفس اللحظة ولم يسبق احدنا الاخر حتى وجد كلانا هاتف الأخر مشغولا .
ويحدث مثل هذا مع كثير من الناس وفي كثير من الأحيان ولا علة نعزوه إليها
وربما كل هذا ما هو الا قدر الله لنفكر ونتأمل
"وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ"

الأربعاء، 3 سبتمبر 2008

عن رمضان


عرفت أخيرا أن رمضان حالة وجدانية نشعر بها وليس فترة زمنية تمر بنا .. رمضان عندما نحياه فإنما نحياه في داخلنا .. فتحيا به قلوبنا بعد موت .. نعم انه أيام معدودات .. يهيئ الله فيه لمن أراد الحياة أن يحيا .. ومن نكص على عقبيه فلن يضر الله شيئا ... ففي المساجد قوم يصلون حتى يرحمهم من أهداهم رمضان وهداهم به .. في النهار صيام وفي الليل بين يدي الله قيام .. يفتح الصوم في أقطار قلوبهم ما ينفذ منه القرآن إلى سويدائه .. فما تنتهي تلك الأيام إلا وقد أخذوا منه ما يحييهم لرمضان أخر ... وفي تلك الخيمات الرمضانية التي يعرفها من القوم من علا في المرتبة الاجتماعية و سفل في المرتبة الإنسانية .. إن نظرت فسوف تسأل من حولك .. أهو هو .. نعم هو هو .. إذن فماذا يفعلون .. وكأنهم قالوا عداوته ما حييت .. إنها ذات الأيام .. لكنها ليست ذات النفوس .. ترى أيشعرون مثلما يشعر المؤمنون .. لا فالوقت وقت لهو وسفه .. كأنما ترك الشيطان لهم أثار أقدامه قبل أن يرحل .. وهم يسيرون حذو النعل بالنعل .. فلا رمضان لهم .. شتان بين هذا وذاك .. موت وحياة .. لهو وصلاة .
رمضان في بدايته .. فاللهم اجعله بداية لنا إلى طريق الجنة .. واليك المنتهى

الثلاثاء، 12 أغسطس 2008

عن الغفلة

يستيقظ المؤمنون مع أذان الفجر وقبل شروق الشمس .. فيفتحون صدورهم لها .. يستقبلون من أشعتها ما ترسله في أول النهار صافيا رائقا لم يتغير أو يتبدل .. فما زال لم يختلط بأنفاس الناس وغبار الطرقات وذنوب البشر .. وأول الشيء على الأرجح صافيه الذي لا شائبة به .. يعلقون قلوبهم بالسماء ويتحركون بأجسادهم بين أهل الأرض فهم منهم .. لكنّ قلوبهم مع الله .. وغيرهم ينام نوما طويلا ثقيلا .. كأن في أذنيه وقرا .. فإذا انتبه من غفلته ونومه .. كانت الشمس قد لملمت أوراقها وفرغت من عملها .. وعادت إلى حيث كانت في علم الله .. فيرى الشفق الأحمر قد ملأ الأفق بما فيه من رهبة وجلال فيملأ قلبه ضيقا .. والليل بدأ يتسرب إلى الكون من عيون السماء .. فقد جاء المساء .. فيتلفت ذلك الضائع حوله .. فلا يعرف بين الطرق طريقه ولا بين الدروب مسلكه .. فالمؤمنون ساروا من أول النهار فعرفت أقدامهم الطريق وألفته .. فإذا اظلم الليل أضأت قلوبهم .. فلا يستوحشون ولا يتيهون .. أما من غفل فلا يستبين إلى الطريق طريقا .. فهناك من وصل أو يكاد يصل .. وهنا من أضاع دنياه وأخرته ... قد عاش غافلا لا يعرف شيئا ولا يريد .. فالآن يعرف شيئا واحد .. صوتا ينادي .. يا أهل الجنة خلود بلا موت ويا أهل النار خلود بلا موت .

الأحد، 3 أغسطس 2008

تجربة الحياة


قرأت جملة في احد الكتب مفادها "الحياة .. ما هي إلا تجربة الحياة"

نعم .. إنها تجربة واحدة لكل فرد فينا .. يعبر حياته مجربا .. ولكن هيهات أن تعاد التجربة .. ولكن أرى انه إن لم تستطع أن تعيد تجربة الحياة مرة أخرى .. فان تلك التجربة الواحدة تتجزأ إلى تجارب كثيرة نعيشها في كل لحظة وحدث .. وتلك التجارب هي التي بالإمكان الاستفادة منها عندما نمر بمثلها .. فكأنما أعدنا الزمان .. وعدنا بالحياة إلى بدايتها .. وان لم نتعلم ونستفيد من تجاربنا .. فقد أضعنا حياتنا هباء .. ولا حظ لنا فيها إلا الشقاء .. فكأنما نضع أنفسنا مع القائل "رب ارجعون" .. وما من رجعة ساعتها .. فلنتعلم من تجاربنا ولنجتهد أن يتعلم من تجاربنا غيرنا .

الجمعة، 25 يوليو 2008

البداية

لست أدري أهي بداية للمدونة أم بدايتي أنا .. فالبدايات اختلطت بالنهايات حتى كدت لا افرق بينهم ... كثيراً بدأنا وما كان البدء إلا حد النهاية .. ربما لأننا نبدأ ولا نفعل شيء فما كانت إلا وهج البداية وفقط فكان البدء هو النهاية ... وأحيانا نبدأ فيملأنا الأمل ويطول بنا الأمد وتمر أيام وأعوام حتى نصل للنهاية ونفارق ما نحب أو من نحب فكأنّا بدأنا الآن وكأن ما مر لم يكن .. وما زاد الشوق إلا شوقا .. شوقاً لما عشناه في تلك الفترة أو لمن عشنا معهم .. فأي البدايات تلك البداية .