الثلاثاء، 12 أغسطس 2008

عن الغفلة

يستيقظ المؤمنون مع أذان الفجر وقبل شروق الشمس .. فيفتحون صدورهم لها .. يستقبلون من أشعتها ما ترسله في أول النهار صافيا رائقا لم يتغير أو يتبدل .. فما زال لم يختلط بأنفاس الناس وغبار الطرقات وذنوب البشر .. وأول الشيء على الأرجح صافيه الذي لا شائبة به .. يعلقون قلوبهم بالسماء ويتحركون بأجسادهم بين أهل الأرض فهم منهم .. لكنّ قلوبهم مع الله .. وغيرهم ينام نوما طويلا ثقيلا .. كأن في أذنيه وقرا .. فإذا انتبه من غفلته ونومه .. كانت الشمس قد لملمت أوراقها وفرغت من عملها .. وعادت إلى حيث كانت في علم الله .. فيرى الشفق الأحمر قد ملأ الأفق بما فيه من رهبة وجلال فيملأ قلبه ضيقا .. والليل بدأ يتسرب إلى الكون من عيون السماء .. فقد جاء المساء .. فيتلفت ذلك الضائع حوله .. فلا يعرف بين الطرق طريقه ولا بين الدروب مسلكه .. فالمؤمنون ساروا من أول النهار فعرفت أقدامهم الطريق وألفته .. فإذا اظلم الليل أضأت قلوبهم .. فلا يستوحشون ولا يتيهون .. أما من غفل فلا يستبين إلى الطريق طريقا .. فهناك من وصل أو يكاد يصل .. وهنا من أضاع دنياه وأخرته ... قد عاش غافلا لا يعرف شيئا ولا يريد .. فالآن يعرف شيئا واحد .. صوتا ينادي .. يا أهل الجنة خلود بلا موت ويا أهل النار خلود بلا موت .

الأحد، 3 أغسطس 2008

تجربة الحياة


قرأت جملة في احد الكتب مفادها "الحياة .. ما هي إلا تجربة الحياة"

نعم .. إنها تجربة واحدة لكل فرد فينا .. يعبر حياته مجربا .. ولكن هيهات أن تعاد التجربة .. ولكن أرى انه إن لم تستطع أن تعيد تجربة الحياة مرة أخرى .. فان تلك التجربة الواحدة تتجزأ إلى تجارب كثيرة نعيشها في كل لحظة وحدث .. وتلك التجارب هي التي بالإمكان الاستفادة منها عندما نمر بمثلها .. فكأنما أعدنا الزمان .. وعدنا بالحياة إلى بدايتها .. وان لم نتعلم ونستفيد من تجاربنا .. فقد أضعنا حياتنا هباء .. ولا حظ لنا فيها إلا الشقاء .. فكأنما نضع أنفسنا مع القائل "رب ارجعون" .. وما من رجعة ساعتها .. فلنتعلم من تجاربنا ولنجتهد أن يتعلم من تجاربنا غيرنا .