الأربعاء، 16 ديسمبر 2009

عن الدنيا

ما زالت الدنيا تكر وتفر كعادتها ولا تتوقف .. والميدان لها وحدها .. ليس منا من يستطيع أن يقارعها سيفا بسيف أو يزاحمها كتفا بكتف أو يصاحبها يدا بيد .
لكننا نمضي أعمارنا في هذه الدنيا محاولين أن نقارعها وكأننا لها ندا ، أو نزاحمها كأنما سنأخذ الأرض من تحت أقدامها ، أو نتخذها صاحبا نؤمن له ونركن إليه .
تلك هو ديدن البشر في هذه الحياة الدنيا .. والدنيا ما هي إلا ذلك الامتحان الكبير الذي نسير فيه ونمضي .. تتنوع فيه الأسئلة وتتغير .. والإجابة واحدة ، لا تتبدل ولا تتغير .. نخطئ في كل مرة ، فلا نجتهد لنصيب .. ونعود لنخطئ ، فنعيب على المقادير التي جرت علينا من قبل أن نأتي إلى هذه الحياة .. وكأنما نريد أن نضع نحن ما نسأل فيه ، لنجيب عليه بما نريد .. فيمد لنا في الأجل وينسأ لنا في الوقت .. فنخطئ ونخطئ ونخطئ حتى تجف الأقلام وتطوى الصحف .. فنسلم أجسادنا إلى التراب ، وأرواحنا إلى بارئها ، وصحائف أعمالنا إلى من يعلم السر وأخفي .. وإذا نحن على بينة من أمرنا .. عرفنا ألا حول ولا قوة لنا ، وأن الدنيا لا تساوي جناح بعوضة .. وأن الرزق بقدر الله ، وأن العمر بيد الله ، وأن الحياة لله .. وأن الآخرة خير وأبقى .